أعترف أني لا أفقه شيئا في الرياضة عامة، وفي كرة القدم خاصة، فأنا في ساحة الكرة أمية بجدارة، وهذه الأمية تجعلني أحيانا أثير إشفاق أولادي حين يجدونني أسأل أسئلة (سخيفة) حول أشياء تبدو لهم معرفتها من الأمور البدهية، وأسوأ من هذا أنهم قد يشرحون لي ما جهلته ويجتهدون في تثقيفي حوله، فأبدو لهم في تلك اللحظة أني فهمت تماما ما قيل واستوعبته، لكني غالبا أفاجئهم بعد مرور أيام قليلة من إعطائي (تلك الحصة التثقيفية) بإعادة السؤال نفسه أو شبيه له، مما يعني أن حصة التدريس التي تبرعوا بها راحت ببلاش!!
ومع ذلك، أجدني اليوم رغم ما أنا فيه من جهل كروي، أسمح لنفسي بالكتابة عن مباريات الكرة، ضاربة عرض الحائط بالعبارة الشهيرة (من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب)!!
تنال كرة القدم في بلادنا احتفاء كبيرا بدرجة مبالغ فيها، إلى حد أن صارت مباريات الكرة ونواديها تحتل بؤرة اهتمام الناس فتشغل تفكيرهم وتسرق من وقتهم نصيب الأسد، وقد يكون للناس بعض العذر في ذلك، فمباريات الكرة لدينا تكاد تكون وسيلة اللهو الوحيدة المصرح بها. لكن هناك من يرى أن هذا الاهتمام رافقته مساوئ كثيرة بل وخطيرة، فهو قد ألهى الجماهير عن الالتفات إلى الأمور الجادة، كما صرفهم عن التفكير في القضايا الجوهرية التي يتوقع منهم الاهتمام بها، وفوق هذا هو اهتمام مصحوب بالتعصب وموشك أن يكون أداة لإثارة الصراعات وبث سموم الكراهية والعداوة ليس بين أبناء المجتمع الواحد فحسب، وإنما أيضا بين أبناء المجتمعات الأخرى، مما قد يؤثر سلبيا على العلاقات الخارجية بين الدول.
إن كان ثمة مستفيد من هذا الاحتفاء المفرط بالكرة، فإنه فئة التجار الذين وجدوا في إقامة المباريات أرضا خصبة للترويج لبضائعهم، ومثلهم وسائل الإعلام التي ازدهرت أسواقها ليس بنقل أخبار المباريات فقط، وإنما أيضا بالإسهام في النفخ في نار التعصب وتوسعة دوائر الخلاف بين جماهير الأندية المتنازعة.
إن الأصل في الألعاب الرياضية، إلى جانب الترفيه والصحة البدنية، أن تكسب اللاعبين والمشجعين قيما أخلاقية عليا؛ مثل تعلم التعاون واكتساب مهارات العمل المشترك، والتفاعل الاجتماعي الإيجابي، وتنمية القدرة على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات عند الهزيمة أو النصر، لكن المباريات الرياضية انحرفت بعيدا عن ذلك لتحقق ما هو عكسه تماما.
بعض الدراسات النفسية والاجتماعية تفسر ما يحدث لبعض الناس من الانغماس في التعصب للأندية الرياضية والغرق في تشجيعها والتماهي فيها، بأنه بدافع من شعورهم بالحاجة إلى الإنجاز والإحساس بالنجاح، فيتجهون إلى الانتماء للأندية والتعصب لها كنوع من التعويض النفسي لإشباع تلك الحاجة، حيث يجدون في انتصار ناديهم انتصارا لهم يملأ نفوسهم بالرضا ويستمدون منه الاعتزاز والفخر.
بناء على هذا، هل يمكن لنا القول إن غياب الاعتزاز بالذات والإحساس بالإنجاز أحد أبرز عوامل ما نراه من انغماس بالغ في التعصب الكروي؟!.
ومع ذلك، أجدني اليوم رغم ما أنا فيه من جهل كروي، أسمح لنفسي بالكتابة عن مباريات الكرة، ضاربة عرض الحائط بالعبارة الشهيرة (من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب)!!
تنال كرة القدم في بلادنا احتفاء كبيرا بدرجة مبالغ فيها، إلى حد أن صارت مباريات الكرة ونواديها تحتل بؤرة اهتمام الناس فتشغل تفكيرهم وتسرق من وقتهم نصيب الأسد، وقد يكون للناس بعض العذر في ذلك، فمباريات الكرة لدينا تكاد تكون وسيلة اللهو الوحيدة المصرح بها. لكن هناك من يرى أن هذا الاهتمام رافقته مساوئ كثيرة بل وخطيرة، فهو قد ألهى الجماهير عن الالتفات إلى الأمور الجادة، كما صرفهم عن التفكير في القضايا الجوهرية التي يتوقع منهم الاهتمام بها، وفوق هذا هو اهتمام مصحوب بالتعصب وموشك أن يكون أداة لإثارة الصراعات وبث سموم الكراهية والعداوة ليس بين أبناء المجتمع الواحد فحسب، وإنما أيضا بين أبناء المجتمعات الأخرى، مما قد يؤثر سلبيا على العلاقات الخارجية بين الدول.
إن كان ثمة مستفيد من هذا الاحتفاء المفرط بالكرة، فإنه فئة التجار الذين وجدوا في إقامة المباريات أرضا خصبة للترويج لبضائعهم، ومثلهم وسائل الإعلام التي ازدهرت أسواقها ليس بنقل أخبار المباريات فقط، وإنما أيضا بالإسهام في النفخ في نار التعصب وتوسعة دوائر الخلاف بين جماهير الأندية المتنازعة.
إن الأصل في الألعاب الرياضية، إلى جانب الترفيه والصحة البدنية، أن تكسب اللاعبين والمشجعين قيما أخلاقية عليا؛ مثل تعلم التعاون واكتساب مهارات العمل المشترك، والتفاعل الاجتماعي الإيجابي، وتنمية القدرة على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات عند الهزيمة أو النصر، لكن المباريات الرياضية انحرفت بعيدا عن ذلك لتحقق ما هو عكسه تماما.
بعض الدراسات النفسية والاجتماعية تفسر ما يحدث لبعض الناس من الانغماس في التعصب للأندية الرياضية والغرق في تشجيعها والتماهي فيها، بأنه بدافع من شعورهم بالحاجة إلى الإنجاز والإحساس بالنجاح، فيتجهون إلى الانتماء للأندية والتعصب لها كنوع من التعويض النفسي لإشباع تلك الحاجة، حيث يجدون في انتصار ناديهم انتصارا لهم يملأ نفوسهم بالرضا ويستمدون منه الاعتزاز والفخر.
بناء على هذا، هل يمكن لنا القول إن غياب الاعتزاز بالذات والإحساس بالإنجاز أحد أبرز عوامل ما نراه من انغماس بالغ في التعصب الكروي؟!.